المشاركات

عرض المشاركات من 2025

اليمن بين نار الحرب ولهيب المعيشة. صرخة من تعز وعدن وسائر المحافظات. محمد منصور المليكي

 اليمن بين نار الحرب ولهيب المعيشة. صرخة من تعز وعدن وسائر المحافظات من تعز إلى عدن، ومن صعدة إلى المهرة، تعلو صرخات الناس في كل زاوية من هذا الوطن المنكوب. صرخات الجوع والمرض والحرمان، صرخات لا تسمعها إلا آهات البسطاء ممن أنهكتهم سنوات الحرب، وأكلت أرواحهم قسوة المعيشة، وجعلت من الوطن مسرحاً للمعاناة لا تنتهي. تعز تستغيث... وعدن تحترق تعز، المدينة المحاصرة منذ سنوات، لا تزال تعيش أسوأ ظروفها: قذائف، حصار، غلاء، وانعدام للخدمات الأساسية. لا كهرباء، لا ماء، لا مستشفيات تليق بالكرامة الإنسانية. والمواطن، بين سندان الحاجة ومطرقة الحرب، يستمر في العيش على فتات المساعدات و"أمل مؤجل". وفي الجنوب، عدن التي قيل إنها "العاصمة المؤقتة"، تحولت إلى سجن مفتوح. الحر لا يُحتمل، الرطوبة خانقة، الكهرباء مقطوعة أغلب الوقت، والأسعار تشتعل كل يوم دون حسيب أو رقيب. الرواتب لا تُصرف، وإن صُرفت فهي لا تكفي ثمن كيس دقيق أو علبة دواء. المواطن العدني اليوم لا يختلف عن غيره في المحافظات الأخرى: الكل يتألم. صرخة من جميع المحافظات: كفى عبثاً في ظل غياب الدولة، والتمزق السياسي، وازدواج السلطات، ...

رسالة اعتذار من أستاذ جامعي. محمد منصور المليكي

 رسالة اعتذار من أستاذ جامعي إلى أبنائي وأسرتي، إلى أهلي وأقاربي، إلى جيراني وأصدقائي، إلى طلابي في الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي، وإلى كل من عرفني ذات يوم أو استمع إليّ ذات محاضرة أو حديث أو خاطرة… أقدم لكم اليوم أصدق عبارات الاعتذار، أعتذر عن كل ما قدمته من دروس ومحاضرات، من توجيهات ونصائح، من دعوات إلى الاجتهاد والمثابرة والسهر في طلب العلم، خاصة في مرحلة الجامعة وما بعدها من دراسات عليا – ماجستير ودكتوراه. كنت أراها رسالة مقدسة، وحلماً سامياً، ورجاءً مشرفاً نحو نهضةٍ تنبت من جذور العلم. كنا نحمل ذلك الحلم الوردي الذي رسمته الكتب السماوية، وخطته أقلام الفلاسفة والمفكرين، حلم العلماء الذين أفنوا أعمارهم في المكتبات، بين دفتي الكتب، يغوصون في المعارف، ينقحون النصوص، يكتبون، ينشرون، يعلّمون… وفي نهاية المطاف، وبعد أن شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم وأثقلتهم الأمراض، وجدوا أنفسهم على هامش الحياة، بلا منزل، بلا راتب، بلا مدخرات، تحاصرهم الديون ويطاردهم أصحاب العقارات والمحال والصيدليات… بينما الناس تنظر إليهم كصفوة المجتمع، وهم في الحقيقة أسرى احتياجاتهم البسيطة وأحزانهم العميقة. أ...